الحاجة الماسة إلى بناء المستشفيات للفقراء

الانسان في هذه الدنيا عرضة للامراض والعلل غير أن الناس منهم الغنى والفقير ، فالغنى بماله من الثروة قادر على دواء نفسه متى شعر بألم في جسمه فهو يحضر من أمهر الأطباء وأحذقهم من يرجو الشفاء على يده .
أما الفقير فأن المرض إذا ألم به لم يجد ما ينفقه على دوائه وشفائه ، فيمكث أسير الأدواء حليف العلل ، لا جاهلا بالطب وفوائده ، ولكن خلت يداه وأعوزته الحاجة وقعد به الدهر عن ذلك ، لهذا تدعو الشفقة والإنسانية أن يقوم أغنياء الأمة وحكومتها بإنشاء المستشفيات لهذه الطبقة يلجأ اليها مريصهم فيمد بالدواء ومساعدة الأطباء .
لقد اعتنت الحكومات المتمدينة بالحيوان الأعجم وعرفت الحاجة إلى أنشاء جمعيات للرفق به ، وحينئذ الإنسان أولى بهذه الشفقة وأحق بتلك المرحمة ، ولا يخفى أن الفقراء هم السواد الأعظم من الأمة فمتى اعتنت بهم ولاحظتهم في أمراضهم كثر أفرادها وصارت مهيبة قوية .
على أن الاغنياء في أشد الحاجة إلى هؤلاء الناس أهل البؤس والفاقة ، فهم القائمون بالاعمال العظيمة التي لا يباشرها الغني بنفسه .
كيف لا وإن لبناء هذه المستشفيات أكبر فائدة وهي منع انتشار العدوى بين أفراد الناس ، فليخش الأغنياء من ذلك وليعلموا أن في أموالهم حقا للفقراء والبؤساء فيجب السعي في إزالة ما يعتريهم من الامراض والآلام التي تذهب بحياتهم ، واحترام هؤلاء الأقوياء في جسم الهيئة والاجتماعية وجلب الصحة إليهم حتى تكتسب البلاد منهم حياة جديدة وقوة عظيمة بفضل ساعدهم وتحملهم المشاق ومثابرتهم على العمل حتى إذا أصيب أحدهم بمرض لا يبيت يتقلب على فراش الشقاء بين أولاده وأهله الضعفاء بعد ان كان يواصل ليله بنهاره في الحد والعمل ليصون نفسه عن ذل السؤال .
وبالجملة فالمستشفيات من أهم ما تحتاج إليه الامم لحفظ صحة أفرادها من غوائل الاملااض وطوارئ العلل المعرض اليها الانسان بطبيعة جسمه وحوادث الجو فهي التي حفظت النفوس في أجسامها .
وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال "داووا مرضاكم بالصدقة" وقال أيضا "اللهم أعط منفقا خلفا وممسكا تلفا" وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
الحاجة الماسة إلى بناء المستشفيات للفقراء

اعلان
اعلان
اعلان