الطب علم تحفظ به صحة الأبدان وهو كنز ثمين لما فيه من الفوائد الجليلة والمنافع العديدة ، التي تعود على الهيئة الاجتماعية بالخيرات والبركات المفيدة ، وواسطة لقطع دابر الأمراض الوبائية واستئصال جرثومة الأوبئة الردية التي تكاد أحيانا تفتك بالنفوس فتكا سريعا وتزهق بأرواح العباد زهقا مريعا وحينئذ صناعة الطب تهم كل طبقات الناس ، والطبيب هو مطمح أنظار كل إنسان رفيعا كان أو وضيعا والإنسان من حيث إنه يميل بالطبع إلى البقاء ويخشى الفناء كان مدفوعا بالطبع أيضا إلى الحرص على الصحة التي هي دعامة الحياة وقوامها والحرص على الصحة يتوقف على الأطباء الذين هم ركن عظيم في انتظار حال البشر ، كيف لا وبعلومهم ينال المرء الهناء في عيشه والتمتع بصحته والصحة من أكبر النعم على الانسان بعد الوجود والإيمان وقصارى القول أن الطب مهنة سامية وحرفة شريفة عالية وأن الطبيب رجل الشعب تتوقف عليه أرواح العباد ولا يستغنى عنه فرد من الأفراد فله المقام الأسمى والدرجة الرفيعة في المجتمع اإنساني ما دام متصفا بمكارم الأخلاق وأمهات الفضائل مبتعدا عن قبائح الصفات والرذائل .